الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية وفق أي معيار منحت "الهايكا" رخصة البث لقناة الإنسان "المتشددة"؟

نشر في  15 أوت 2015  (13:18)

أعلنت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعى البصرى "الهايكا" يوم الجمعة 14 أوت 2015 منحها لاجازات بث لإذاعتي الرباط وأم أف أم، إلى جانب قناة الانسان التلفزية.

وقد أثار منح الهايكا رخصة البث للقناة المذكورة امتعاضات كبيرة وانتقادات تنمّ عن حيرة بالغة حول المعيار الذي اعتمدته الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري لتمنح قناة الانسان الرخصة خاصة وأنها معروفة بتبنيها للفكر السلفي المتشدد. كما أنها تحت إشراف إمام جامع اللخمي رضا الجوادي الذي تمّ مؤخرا عزله من الامامة بسبب خطبه التي اعتبرت متطرفة وغريبة عن مذهبنا المالكي الحنيف.

ومن الاسباب التي تدعو إلى القلق إزاء منح الترخيص لهذه القناة أنها أُلزمت خلال فترة حكومة المهدي جمعة بقرار غلق فوري وإيقاف بثها، بعد أن تحولت قوات الامن في ولاية صفاقس الى مقر القناة  للقيام بتنفيذ ذلك القرار كخطوة هامة نحو سدّ الأفق تجاه القنوات والإذاعات التي تحولت منابرها الإعلامية إلى فضاءات للتكفير والدعوة إلى الجهاد.

 إضافة إلى أنّ "الهايكا" قد شرعت بتاريخ 14 جويلية 2015 في حجز معدات القنوات غير المرخص لها والتي رفضت الامتثال لقرار الهيئة بطريقة تلقائية و قانونية ومن بينهم قناة الانسان، ونتيجة لذلك طُرحت العديد من نقاط الاستفهام التي تدعو إلى الحيرة والقلق من التمشي الذي انتهجته الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري في منحها التراخيص لقنوات معروفة بتشددها وتطرفها.

 على أي أساس يتم اليوم السماح لقناة الإنسان بالبث؟

موقع "الجمهورية" علم أنّ هذا القرار جاء على خلفية التزام قناة الانسان بتغيير خطها التحريري حتى تتحول من قناة دينية سلفية إلى قناة جامعة، وهو ما يمثّل دليلا واعترافا واضحا بأنها كانت تعتمد خطا تحريريا "مشبوها"، فإلى أي مدى تكمن حقيقة التزام قناة فقدت الثقة والحياد؟

ولفتا للنظر الذي يتوجب علينا القيام به، لا بدّ من "الهايكا" أن تقوم بدورها الكامل في مراقبة مثل هذه القنوات والإذاعات خاصة وأن شبابنا يتعرّض يوميا لحملات تحاول "دمغجته" لتبني الافكار الرجعية والمتطرفة، وهو ما يستوجب النظر في منح الرخص لمثل هذه القنوات.

منارة تليجاني